
عدنان حاد
تواجه الفلاحة في منطقة دكالة تحديات كبيرة تهدد المكتسبات التي حققها القطاع على مدى العقود الماضية، خاصة في ظل ندرة المياه، التي باتت تؤثر بشكل مباشر على الإنتاج الزراعي، مما ينعكس على الأمن الغذائي ومداخيل الفلاحين.
تُعد دكالة من أهم المناطق الفلاحية في المغرب، حيث تشتهر بإنتاج الحبوب، خاصة القمح والشعير، وتساهم بشكل كبير في الإنتاج الوطني للحليب واللحوم الحمراء، إضافة إلى الزراعات التسويقية كالبطاطس والطماطم. كما أن الفلاحة التضامنية تلعب دورًا أساسيًا في تشغيل اليد العاملة المحلية، من خلال إنتاج المنتوجات المجالية مثل زيت الزيتون والشمندر السكري والعسل.
ورغم هذه الأهمية، فإن شح مياه الري أصبح من أبرز المعيقات التي تعرقل تطور القطاع، حيث تراجع منسوب المياه الجوفية بشكل ملحوظ في عدد من المناطق، خاصة في سهول عبدة ودكالة، ما دفع العديد من الفلاحين إلى التخلي عن أراضيهم أو تقليص المساحات المزروعة. ورغم المجهودات المبذولة، كتشييد سدود جديدة وبرامج ترشيد استعمال المياه، إلا أن ذلك يظل غير كافٍ، خاصة في ظل تأخر مشاريع تحلية مياه البحر، التي يعول عليها لإنقاذ الفلاحة بالمنطقة.
إلى جانب مشكلة المياه، تعاني الفلاحة الدكالية من نقص في اليد العاملة، التي تهاجر نحو المدن الكبرى بحثًا عن ظروف عمل أفضل، مما يزيد من صعوبة استمرار الأنشطة الفلاحية. كما أن انتشار بعض الأمراض الزراعية، والتقلبات المناخية الحادة، يزيد من مخاطر القطاع، مما يجعل الفلاحين في وضعية صعبة.
ويترقب فلاحو المنطقة تسريع وتيرة إنجاز محطة تحلية مياه البحر المرتقبة، والتي من شأنها أن توفر مياه الري لمساحات شاسعة، خاصة في ظل تراجع مخزون سد المسيرة، الذي كان المصدر الأساسي للمياه في المنطقة. وتُقدّر الطاقة الإنتاجية لهذه المحطة بـ350 مليون متر مكعب سنويًا، بتكلفة تصل إلى 5 مليارات درهم، ما يجعلها حلاً حاسمًا لإنقاذ الفلاحة بدكالة من أزمة العطش والإفلاس.