
قبس بريس:
في لقاء تواصلي احتضنه اليوم الجمعة 11 أبريل الجاري مقر فرع النقابة الوطنية للصحافة المغربية بمدينة الدار البيضاء، قال عبد الكبير أخشيشن، رئيس النقابة، إن الوضع الذي يعيشه الجسم الصحافي اليوم لم يعد يحتمل مزيداً من الانتظار أو التجاهل، مؤكداً أن “المحطة الحالية لها ما بعدها”، وأنها تشكل لحظة حاسمة في مسار إعادة الاعتبار للمهنة وللعاملين فيها.
وأضاف أخشيشن أن ما ظلت النقابة تحذر منه لسنوات، بخصوص تدهور الأوضاع المادية والمهنية للصحافيين، لم يكن ترفاً نقابياً أو مزايدة خطابية، بل صرخة حقيقية موثقة في أكثر من عشرين بياناً صادراً عن مختلف أجهزة النقابة خلال السنوات الخمس الماضية، دقت فيها ناقوس الخطر بشأن هشاشة القطاع وتفاقم الإقصاء والتمييز داخله.
وشدد رئيس النقابة على أن الحديث عن صحافة مهنية، حرة ومستقلة، لا يمكن أن يستقيم دون ضمان شروط العيش الكريم للصحافيين والعاملين في المؤسسات الإعلامية، وربط الحقوق بالواجبات داخل مقاولات مسؤولة، تحترم القوانين وتكرس ثقافة المحاسبة والشفافية.
وأكد أن لا مستقبل لإعلام وطني قوي ومنافس دون القطع مع البناء العشوائي الحالي، الذي يعمق الفوضى ويغذي الهشاشة، داعياً إلى تنظيم القطاع بقانون صارم ورقابة فعالة، بعيداً عن أساليب الترهيب والخضوع التي تنخر بيئة العمل الإعلامي.
وفي السياق ذاته، دعا أخشيشن إلى ربط الاستفادة من الدعم العمومي برقابة حقيقية على التدبير المؤسساتي، وخصوصاً الالتزام بتحسين أوضاع الموارد البشرية، على رأسها تنزيل مقتضيات الاتفاق الاجتماعي بأثر رجعي، مشيراً إلى أن العديد من المقاولات ظلت تستفيد من دعم عمومي يشمل الأجور ومستحقات التغطية الاجتماعية لسنوات دون أن ينعكس ذلك على الأوضاع الفعلية للعاملين.
كما طالب بالإسراع في إخراج الاتفاقية الجماعية الجديدة إلى حيز التنفيذ، باعتبارها أداة تنظيمية أساسية لتحقيق التوازن داخل القطاع، وضمان حقوق العاملين وصيانة كرامتهم المهنية.
وفي ما يخص الإعلام العمومي، اعتبر رئيس النقابة أن لا تطوير لهذا الورش الاستراتيجي دون تحقيق عدالة أجرية حقيقية، تضع حداً للفوضى والتمييز غير المبرر، والذي يمثل هدراً سافراً للمال العام، محذراً من تبعات استمرار هذه الوضعية على مصداقية المؤسسات العمومية الإعلامية.
أما بخصوص مشروع تجميع القطب العمومي، فشدد أخشيشن على ضرورة إشراك المهنيين في كل مراحله بشكل فعلي، وليس شكلياً، مؤكداً أن أي إصلاح في غياب المعنيين الحقيقيين به لن يكتب له النجاح.
واختتم رئيس النقابة مداخلته بدعوة كافة الصحافيات والصحافيين والعاملات والعاملين في الحقل الإعلامي إلى رفع منسوب الجاهزية والاستعداد لخوض كل الأشكال النضالية الضرورية، مشدداً على أن سنة 2025 ستكون سنة الحسم في عدد من الملفات الكبرى، قائلاً: “لا يمكن أن نستمر في لعب دور المتفرج أو في اجترار الشكوى… حان الوقت لتحمل المسؤولية، واسترجاع هيبة المهنة، وفرض مكانتها. فهذه لحظة الحسم، وفي ذلك فليتنافس المتنافسون”.