مجتمع

 تحذيرمجموعة من الخبراء في طب الأطفال والأعصاب من التأثيرات السلبية للشاشات على تطور الدماغ لدى الأطفال

قبس بريس : متابعة

في بيان نشر يوم الثلاثاء في صحيفة “لوموند”، حذر مجموعة من الخبراء في طب الأطفال والأعصاب من التأثيرات السلبية للشاشات على تطور الدماغ لدى الأطفال في مراحلهم المبكرة، داعين إلى تعزيز التوصيات الحالية بشأن هذا الموضوع. وركزوا في بيانهم على ضرورة تحديث الإرشادات الحالية، خاصة فيما يتعلق بعدم تعريض الأطفال للشاشات قبل سن الثلاث سنوات، كما هو موصى به في دفتر الصحة، وذلك استنادا إلى المعرفة الحديثة التي تم جمعها.

وفي هذا السياق، أطلق كل من البروفيسور هيوغو باتورال، أخصائي طب الأعصاب والإنعاش في المركز الطبي الجامعي في سانت إتيان، والدكتورة سيرفاني موتون، نصا علميا بعنوان “الأنشطة على الشاشات غير مناسبة للأطفال دون سن 6 سنوات: تؤثر بشكل دائم على قدراتهم الفكرية”. هذا النص، المدعوم من قبل العديد من الجمعيات المهنية الفرنسية في مجال الصحة العامة وطب الأطفال، جاء نتيجة للبحث المستمر حول تأثيرات الشاشات على الأطفال.

وجاء في البيان أن “الوقت المفرط الذي يقضيه الأطفال أمام الشاشات يرتبط بآثار سلبية على مهاراتهم المعرفية والاجتماعية، بما في ذلك تأثيره على الذاكرة، والانتباه، وتنظيم المشاعر”. وقد استندت هذه الادعاءات إلى العديد من الدراسات العلمية التي تمت في هذا المجال.

كما أكد الأطباء المتخصصون أن تأثيرات التعرض المبكر للشاشات تشمل تراجع في تطور اللغة، والتركيز، والقدرات الاجتماعية والعاطفية، بالإضافة إلى التأثيرات على الصحة البدنية مثل اضطرابات النوم وضعف الرؤية. ولفتت الدراسة إلى أن الأطفال، وخاصة في الأسر ذات الدخل المحدود، يعانون بشكل أكبر من هذا التأثير بسبب الزيادة الكبيرة في وقت استخدام الشاشات.

وعن تأثير الضوء الأزرق المنبعث من الشاشات، ذكرت الدكتورة موتون أن “عيني الطفل، خاصة حتى سن 6 سنوات ولكن في الواقع حتى 14-15 سنة، تكون شديدة الحساسية لهذا الضوء، مما يزيد من خطر الإصابة بقصر النظر”. كما أشارت إلى أن التعرض للضوء الأزرق في المساء يعيق إفراز الميلاتونين، وهو الهرمون الذي ينظم الساعة البيولوجية ويساعد في النوم.

وفي نفس السياق، أشار البروفيسور باتورال إلى التأثيرات السلبية على النشاط البدني وزيادة السلوكيات السلبية المرتبطة بالجلوس لفترات طويلة. وأضاف أنه يلاحظ تأثيرا ضارا مباشرا على الأطفال الذين يعانون من حالات عصبية حادة نتيجة الإصابة في مرحلة الطفولة المبكرة، ويعاني هؤلاء الأطفال من تأخر في اللغة ومشاكل في الانتباه والذاكرة، مما يضطرهم إلى تلقي العلاج المبكر من معالجين نطقيين وأخصائيي حركة.

وأكد البروفيسور أنه لا يمكن إغفال دور الشاشات في هذه المشكلات، وأوضح أن “العوامل الأخرى مثل الولادة المبكرة قد تكون أيضًا مؤثرة، لكن تأثير الشاشات يعتبر العامل الأبرز في التأثير على تطور الدماغ والمعرفة لدى الأطفال”.

وأوضح البروفيسور أيضًا أنه من خلال التوعية المبكرة للآباء حول تأثير الشاشات على الدماغ، يمكن الوقاية من العديد من المشكلات المستقبلية، حيث أظهرت تجاربه أن “الآباء يفهمون بسهولة عندما نوضح لهم ببساطة أن الشاشات ليست مناسبة لعقول أطفالهم”.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى