رأي

مسير المصالح المالية والمادية  مكانة لا يستغنى عليها و إن حاولوا ” ما يهزك ريح يا مقتصد”

قبس بريس: عبد الواحد سامي

  في خضم التحولات العميقة التي يعرفها قطاع التربية والتكوين، يبرز دور مسير المصالح المالية والمادية داخل المؤسسات التعليمية كأحد الأركان الأساسية التي تُساهم في استقرار المؤسسة وضمان حسن تدبير شؤونها الإدارية والمالية، فالمسير ليس مجرد موظف يؤدي مهامًا محاسباتية أو لوجستيكية، بل هو فاعل محوري، يسهر على تدبير الموارد المالية والمادية بكل كفاءة واحتراف، بما يخدم المصلحة العليا للمؤسسة ويدعم أداءها التربوي   إن تدبير الشأن المالي داخل المؤسسة التعليمية مسؤولية جسيمة، تتطلب دقة، نزاهة، وبعد نظر.

 والمسير، بما يمتلكه من خبرة وتجربة، يتحمل هذه المسؤولية بكل وعي وإخلاص، مدركًا أن المال العام أمانة، وأن حسن التصرف فيه يعكس صورة المؤسسة ويدعم نجاحها، فهو من يُؤتمن على الميزانية، ومن تُناط به مهام استخلاص الموارد المالية وتنفيد وتتبع النفقات وضمان التوازن المالي بين الإمكانيات والحاجيات.

وفي هذا السياق، يحق لنا أن نقول بكل فخر: إن  المسير_المالي_والمادي  لا_يطلب، بل_يُطلب_منه، لا لأنه متعالٍ أو بعيد، بل لأنه يمثل المرجع في كل ما يتعلق بالموارد، لأنه يحسن التقدير، ويتقن التنظيم، ويقترح الحلول، ويضمن الاستمرارية، هو حلقة الوصل بين الجانب التربوي والجانب المادي والمالي، يسير في الظل ولكن بأثر بالغ في وضوح الرؤية وجودة الأداء.

إن المسير، في واقع الأمر، هو صمّام أمان للمؤسسة التعليمية، وسنده الإداري والتدبيري، ولا يمكن لأي مشروع تربوي أن يُكتب له النجاح دون دعم وتخطيط مالي محكم يشرف عليه هذا الفاعل ـ مسير المصالح المالية والماديةـ.

التسيير المالي والمادي ليس بالشيء الهين كما يرى البعض بل يعتبر الأداة الحساسة، على اعتبار أينما حل المال حلت المشاكل، لهذا وجب إدارته بعناية ثم بأمانة وشفافية، وهذا ما يعطي قيمة كبيرة لهذه الوظيفة الحساسة، فسهل جدا أن تأتي بأفعال منافية للأخلاق، لكن من الصعب أن تأدي هذه المهمة باستحضار الوازع الأخلاقي وتأدية الأمانة بشكل يرضي الخالق أولا ثم شخصك، لهذا فمسير المصالح المالية والمادية يحمل فوق أكتافه مهمة ليست بالهينة تجعله فاعل أساسي في إصلاح منظومة التربية والتعليم من خلال تأدية مهمته على الوجه المطلوب.

لذلك، وبكل اعتزاز، نُثمّن الأدوار الجوهرية التي يقوم بها مسيرو المصالح المالية والمادية، ونشيد بحسهم العالي بالمسؤولية، ونقف احترامًا لعطائهم الذي قد لا يُرى دائمًا، لكنه يُشعر بآثاره في كل ركن من أركان المؤسسة، و نقول لكل من يحاول التشويش على هذه المهمة أن مكانة المقتصد كانت و لا زالت مكانة رئيسية  لتطوير المنظومة التربوية، كما نقول للمقتصد ما يهزك ريح.

عبد الواحد سامي  : عضو السكرتارية الجهوية لمختصي الاقتصاد و الإدارة للنقابة الوطنية لتعليم العضو في الفيدرالية الديمقراطية للشغل ـ الدارالبيضاء سطات ـ    

تعليق واحد

  1. ان دور المسير داخل المؤسسة التعليمية كان ولا زال دور محوري لايمكن الاستغناء عنه مهما كانت الظروف الا ان الوزارة الوصية في السنوات الأخيرة حاولة تقزيم دور المسير وذلك من خلال عدم اعطائه المكانة التي يستحقها وركزت على الفئات الأخرى متجاهلة دور المسير في الحفاظ على استقرار السير العادي للمؤسسة من خلال موازنته بين حاجيات ومتطلبات التسيير وواقع واكراهات المؤسسات المعاشة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى