قبس بريس:
أثار الإعلان الأخير للمديرية الإقليمية لوزارة التربية الوطنية بسيدي بنور حول تدبير الفائض والخصاص موجة غضب عارمة في صفوف نساء ورجال التعليم، حيث اعتبرته بعض النقابات التعليمية إعلاناً “سخيفاً” و”فضيحة مدوية” تكشف حجم التخبط والعشوائية التي باتت تهيمن على تدبير الشأن التربوي بالإقليم.
الإعلان، الذي أفرجت عنه المديرية دون الإفصاح عن لوائح الفائض، فتح الباب على مصراعيه أمام التلاعب في التكليفات والتنقيلات، وضرب في العمق مبدأ الشفافية وتكافؤ الفرص، ما حرم العشرات من الأطر التربوية من حقهم المشروع في المناصب التي ظهرت شاغرة أثناء الحركة الانتقالية الإقليمية.
ولم يتوقف الأمر عند هذا الحد، بل لجأت المديرية إلى تنقيلات تحت ذريعة “نقل لأجل مصلحة ” دون احترام أدنى المساطر الادارية و في تحد سافر لما تم الاتفاق عليه ضمن اللجان المشتركة ، ونظرا لما تنطوي عليه هذه العملية من فساد بين انسحبت النقابة الوطنية للتعليم ( ف د ش ) و الجامعة الحرة للتعليم من الاجتماع المنعقد يوم 2 شتنبر 2025 بمقر المديرية الاقليمية ، حيث استغلت الادارة انسحاب هذه النقابات و عوض أن ترفع الجلسة الى موعد لاحق ( استغلت ) الوضع و مررت تلك الاجراءات المشوبة بالخلل و الخروج عما هو اداري محض حيث وصفتها بعض النقابات بـ”الانتقائية والمشبوهة”، من بينها:
انتقال أستاذ من إعدادية الزيتونة إلى ثانوية 30 يوليوز ببلدية سيدي بنور مادة الاجتماعيات رغم وجود فائض في نفس المادة داخل البلدية.
انتقال أستاذة من إعدادية الزيتونة إلى إعدادية حمان الفطواكي دون توفر أي شرط قانوني للاستفادة ما يطرح أكثر من علامة استفهام ؟
نقل أستاذ من ثانوية أولاد عمران إلى ثانوية النصر في غياب أي مبرر إداري مقبول بما يضرب حق الآخر و تكافؤ الفرص .انتقال استاذ من اعدادية ابن رشد الرائدة الى ثانوية اولاد عمران بما يعرقل مشروع المؤسسات الرائدة ، و بالتالي المساهمة في هدر المال العام المخصص للتكوينات ، و يفقد الشغيلة التعليمية ثقتها بالادارة …. و هناك العديد من الحالات المشبوهة ، و في هذا الصدد نبهت النقابة الوطنية للتعليم ( ف د ش ) بسيدي بنور عبر مراسلة الى السيد المدير الاقليمي الجديد عن رفضها لهذه الاجراءات المطعون فيها.
هذه القرارات التي وصفت بـ”المحاباة المكشوفة” و”المسارات التي تضرب في العمق الإصلاحات المعلنة من أعلى سلطة في البلاد” عمّقت من أزمة الثقة بين الأطر التربوية والإدارة الإقليمية، ورفعت منسوب الاحتقان داخل الساحة التعليمية، وسط اتهامات مباشرة للمديرية بـ”تكريس الفساد والريع التعليمي”.
مسؤول بالنقابة الوطنية للتعليم (ف.د.ش) أكد أنه راسل المديرية الاقليمية قصد تصحيح الوضع ، و سحب كل اجراء مشوب بالشطط أو الريع ، مؤكدا ، عزم النقابة إصدار بيان ناري يكشف بالتفصيل ما وصفته النقابة بـ”المساطر الفاسدة والقرارات الموجهة على المقاس”، محذّرة من أن استمرار هذه السياسات سيجر الوضع التعليمي بالإقليم إلى مزيد من التأزم، ويدفع نحو تصعيد نضالي مفتوح حتى تصحيح الوضع وإعادة الاعتبار لهيبة القوانين والعدالة في تدبير الموارد البشرية.
و حمل المسؤول النقابي مدير الأكاديمية الجهوية لجهة الدار البيضاء سطات المسؤولية كاملة لما أصبح يعيشه الوضع التعليمي بسيدي بنور خاصة و باقي مديريات الجهة عامة ، باعتباره مساهما فيه ، و متغاضيا على ما ارتكبه مدير اعدادية المختار السوسي من اجراء خطير و غير مسبوق على الصعيد الوطني و ما عاشته اعدادية يوسف بن تاشفين من سلوكات فجة و اعتداء سافر على مختص الاقتصاد و الادارة و الدفع به الى ارتكاب أفعال يعاقب عليها القانون ، حيث أصبح المطلب الأساسي هو ايفاد لجان مركزية تقف على ما عاشته و تعيشه المديرية الاقليمية بسيدي بنور .
