
قبس بريس:
قرابة نصف سنة مضت على تعيين السيد منير هواري عاملاً على إقليم سيدي بنور، كانت كافية لتعرية واقع مثقل بالاختلالات والتعثرات.
فمنذ أولى جولاته الميدانية، وقف الرجل على حجم الأعطاب التي تراكمت لسنوات ، مؤسسات تعليمية وصحية دون المستوى، طرقات متآكلة، ماء وكهرباء غير متوفرين في مناطق شاسعة، أحياء بدون انارة عمومية ، مشاريع متعثرة وأخرى طالها الغش في مواد الإنجاز.
غير أن ما يضاعف صعوبة المهمة ليس فقط طبيعة الملفات الراهنة، بل الإرث الثقيل الذي خلّفه العامل السابق ومن كانوا يدورون في فلكه. ذلك الإرث المطبوع بالزبونية، والتهاون في مراقبة الأوراش، جعل من سيدي بنور إقليماً متأخراً عن الركب التنموي، رغم إمكاناته الفلاحية والبشرية الهائلة.
إلى جانب هذه التركة المثقلة بالسلبيات ، لا يمكن إغفال ضعف الخدمات المقدمة للمواطنين، سواء في الإدارات أو على مستوى الجماعات الترابية، إضافة إلى غياب شبكة الإنترنت في عدد من الدواوير، وهو أمر لا يليق بإقليم يطمح إلى أن يكون فاعلاً في المغرب الرقمي.
إن ما ينتظره الرأي العام اليوم، ليس مجرد استمرار في تشخيص الأعطاب، بل قرارات عملية صارمة تعيد الاعتبار للقانون وتقطع مع ثقافة الارتجال والترضيات. فالمطلوب من عامل الاقليم السيد منير هواري أن يتحلى بالشجاعة الكافية لفتح الملفات الشائكة، ومحاسبة المتلاعبين بمصالح المواطنين، واستعادة الثقة في المرفق العمومي.
لقد آن الأوان لأن تتحول سيدي بنور من إقليم يعاني التهميش وسوء التدبير، إلى ورش مفتوح للتنمية الحقيقية، حيث تُنفذ المشاريع وفق معايير الجودة والشفافية، ويُعامل المواطن بكرامة واحترام ، فالساكنة لم تعد تقبل مزيداً من الأعذار، والكرة الآن في ملعب السلطة الإقليمية.




